بين التحرر والتحفظ، بين الحرية والقيد، بين الانفتاح والانغلاق تحل المرأة العربية في الوسط. يعجز
اي فرد على تحديد مفهوم واحد او كلمة واحدة يصف فيها المراة العربية. يلعب التنوع الثقافي والديني دوراً مهماً في هذا الاطار غير ان وسائل الاعلام وضعف معظم الجماهير العربية في التعامل معها يساهم في خلق صورة بعيدة عن الواقع للمرأة العربية.
وتشير الاحصاءات الأخيرة الى ان عدد مستخدمي فايسبوك في الشرق الاوسط يشكلون نسبة 3.2% من عدد مستخدميه في العالم، و7% في شمال افريقيا حيث تقع بعض الدول العربية
كما تلفتهذه الاحصائيات الى ان جزءً من الجماهير العربية يسئ استخدام هذا الموقع،
واحياناً تقوم النساء العربيات في المساهمة بترويج الصور النمطية المتداولة حولها
وهنا نذكر ان دراسة اخرى صادرة عن برنامج الحكومة والابتكار في كلية محمد بن راشد للادارة الحكومية ان قاعدة مستخدمين هذه الشبكة الاجتماعية قد ارتفعت في العالم العربيمن العام 2013 الى العام 2014 بنسبة وصلت ل49% من المجموع الكلي
اعتاد العالم على ربط المفاهيم التالية عند سماعه بمصطلح “امرأة“:هي عامل للجذب الجنسي، هي المرأة الأم المتفانية، وربة المنزل، والمعدومة السلطة
اما نساء العالم العربي، فقد ارتبط هذان المفهومان بهن: جميلة، مثيرة أو معنفة ، مدان
هذه هي الصورة عن النساء العربيات التي انتشرت حول العالم وساهمت وسائل الاعلام بشكل عام في ترويجها
اما في هذا العصر الرقمي، فتلعب مواقع التواصل الاجتماعية وموقع فايسبوك خصوصاُ دور مسرح تتضح على ارضه صور مختلفة للمرأة العربية قد تبتعد او تقترب من تلك الحقيقية
وتشكل صورة المرأة اليوم موضوعاً اساسياً في الحديث عن حقوق الانسان، وستعرض هذه الدراسة الطرق التي ترسم بها المرأة العربية صورتها لتصدرها للخارج بالشكل الذي تريده. كذلك تناقش السبل التي يمكن ان تخدم فيها التربية الرقمية المرأة العربية في اظهار هذه الصورة.
في هذا السياق، وبحسب اكاديمية التربية الاعلامية في الجامعة الاميركية في بيروت ورد توضيح لمفهوم التربية الاعلامية وهو “قدرة المواطن العادي على فهم وتحليل المعلومات التي يتلقاها، كذلك ارسال المواد بما يعود بمصلحة عليه وعلى مجتمعه بشرط حفظ الحقيقة”
هكذا اذاً، يؤدي التحصن والتزود بالأدوات المعرفية اللازمة لاستخدام الانترنت ومواقع التواصل الالكتروني الى اظهار الصورة التي تريدها النساء العربيات عن انفسهن. قد لا ينتج عن ذلك قضاء حتمي على الصورة النمطية المطبوعة عن المرأة العربية فيالعالم الا انها ستحد منها على الاكيد
عندما نتحدث عن صورة الفتاة العربية على فايسبوك فإننا نجد عدة أصناف يمكننا التعرف عليها فور الدخول للموقع والبحث من
القائمة العلوية على اسماء العربيات، فمن هذه الأصناف الفتاة المحافظة جداً وهي تلك التي تتحفظ على اسمها وصورتها بحيث تدخل عالم التواصل الاجتماعي باسم مستعار “زهرة النرجس وقمر الليل” وغيرها
في حين يقل التحفظ عند بعض الفتيات ليقمن بوضع أسمائهن الحقيقية مع صورة تعبيرية حفاظاً على عدم استغلال صورهن كما أشارت احداهن
ومن الاصناف أيضاً الفتيات اللواتي يضعن صورهن الطبيعية دون تحفظ أو انفتاح
وعلى النقيض تماماً تأتي الفتيات اللواتي يعتبرن فايسبوك معرضاً لهن يضعن فيه الصورة المنفتحة والتي تجسد الفكرة عن الترويج لأنفسهن ،
صور تعبر عن الشخصية المتحررة التي تعتبرها احدى هؤلاء الفتيات طريقة لجذب الشباب وجمع الاعجابات على صفحاتهن بل وتعتبرها أيضاً جزء من الحرية الشخصية. في حين تتناول أخرى الموضوع من ناحية أن المقصد الأساسي هوالمقارنات بينها وبين رفيقاتها أيهن تستخدم صوراً تعبر عن جمالها وأيهن أكثر جذباً.
أخيراً، تستطيع المرأة العربية ان تستغل موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بطرق عديدة تساهم في ايصال الصورة الحقيقية عنها وذلك من خلال
تحميل صور لها وهي بمكان عملها
عمل لايك “اعجاب ” على صفحات تدعم صورة المرأة مثل نساء ناجحات في العالم العربي
، Reportتبليغ عن اي صورة تسيئ لصورة المرأة في العالم العربي
ونشر اي انجاز حققته على فايسبوك لتغير الصور النمطية المأخوذه عنها، والتخطيط لحملات توعية لكيفية استخدام الموقع
ساهموا في رسم صورة حقيقية
المصادر
عدد مستخدمي الانترنت حول العالم وبخاصة الدولة العربية
، http://thabbet.com/txu2Tce ، تاريخ التصفح : 19-8-2014
الصورة النمطية للمرأة في الاعلام العربي
، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=160415 ،2014 8-19 تاريخ التصفح
صورة المرأة في الإعلام: نمطية يتحرر منها الإعلام الاجتماعي والثورات
، http://bit.ly/1sUeJNb ، تاريخ التصفح : 19-8-2014
صورة المرأة العربية في وسائل الإعلام
http://www.bintjbeil.com/articles/2003/ar/1007_shahin.html ، تاريخ التصفح : 19-8-2014
جاد ملكي، التربية الاعلامية، محاضرة في اكاديمية التربية الرقمية في الجامعة الاميركية في بيروت 2014